الحلقة الـ 27 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  آباء  وأبناء ماهي المواقف التي يفيد فيها تحديد الوقت لتطوير سلوك الأبناء.

  .........................................................................                                    

 هناك بعض المواقف التي يقفها الآباء مع أبنائهم في تعديل سلوكهم ويساعدهم عقاب تحديد الوقت في تطوير سلوك هؤلاء الأبناء

يقوم الأبناء أحياناً بالمماطلة واختبار آبائهم إذا كان في إمكانهم كسر القواعد التي يضعوها لهم ..ولنضرب مثال على ذلك ونوضح كيفية استخدام الآباء تحديد الوقت للحدمن سلوك  أبنائهم   الغير مرغوب فيه .

منى في العاشرة من عمرها قالت لها والدتها أن عليها   أداء واجبها المدرسي .. لتستطيع   أن تخرج مع صديقتها إلى فيلم كرتوني في السينما .

حاولت منى   اختبار مدى حزم والدتها  في اتخاذ هذا القرار قائلة؛

أرجوك يا أمي .. سأقوم بواجبي  المدرسي بعد أن أذهب إلى السينما  "

ردت الأم بحزم وهي تدرك هدف إبنتها

" لقد انهيت كلامي حول هذا الموضوع ..إذا فتحت هذا الموضوع معي مرة أخرى ستقضين العشر دقائق القادمة في غرفة نومك .. والخيار أتركه لك "

احتجت منى قائلة "  لكن يا أمي أنت غير عادلة لقد سمحت لي بذلك الأسبوع الماضي عندما كان لدينا ضيوف "

لم تهتم أمها بمحاولتها لإثنائها عن قرارها فردت عليها بطريقة جادة لا مجال للنقاش فيها .

" أراك بعد عشر دقائق عندما تخرجين من غرفتك"

وبطريقة تلقائية ولإن منى تعلم أن العقاب قد وقع ..ذهبت إلى غرفتها ..وأنتهى الموقف بإن خضعت الإبنة لقرار أمها أن تنهي واجبها المدرسي ثم تذهب مع صديقتها إلى السينما .

يمكن استخدام هذه الطريقة أيضاً عندما يسيء الطفل سلوكه ويبدي عدم احترام لوالديه مثال على ذلك لنتمكن من تطبيق هذه الطريقة

سامي في العاشرة من عمره كان  غاضباً إن والده منعه من استخدام الكمبيوتر ذلك اليوم لإنه لاحظ أنه بدأ ينشغل به عن دروسه وعلاماته بدأت تنخفض ..ثار عليه وقال له بدون احترام

" أنني أكرهك ..أنت أكثر إلناس بغضاً وقسوة ..أكرهك. "

رد عليه والده " عليك أن تكلمني باحترام لا بهذا الأسلوب وأيضاً بصوتك العادي أو ستقضي العشر دقائق القادمة في غرفتك لا تفعل شيئاً ..أيهما تختار ؟"

حدق سامي  في والده وتابع صراخه "أكرهك ..أكرهك "

رد والده بهدوء " أراك إذن ..بعد عشر دقائق ..إدخل إلى غرفتك لإني سأضع توقيت الساعة عندما تدخل  ..وتوجه سامي فوراً إلى غرفته طائعاً لا خيار أمامه .

 تنفع  طريقة تحديد الوقت  أيضاً إذا عاند الطفل في تنظيف مكان طعامه بعد أن يكمله أو إذا كان يلعب بلعبه وترك المكان دون ترتيب ..عند ئذٍ تطبق الأم على إبنها هذا العقاب لكي لا يكرره مرة أخرى .. أما الأسلوب فهو كما ذكرته في المثالين السابقين عبارات الأم يجب أن تكون  موجزه ومحددة وواضحة وحازمة لا مفر من عدم

                                              (2)

تنفيذها ..ولا تجرح شخصية الطفل وإنما تنصب على سلوكه السلبي

يمكن للآباء أيضاً استخدام هذه الطريقة لوقف ثورة الطفل العنيفة وتعليمه التصرف بسلوك هادىء .

لنفترض أن هاني البالغ من العمر خمسة أعوام يريد أن يشاهد التلفزيون أكثر الوقت..وقام والده بتحديد الوقت له لمشاهدته وثار الإبن لذلك .. لإنه كان يريد أن يشاهد بعد الساعة المحددة له برنامج مفضل عنده ..لكن والده رفض قائلاً

 قوانين البيت   أن تشاهد التلفزيون ساعة واحدة ..  أما بقية الوقت فإن  عليك أن تشغله   برياضة أو باللعب مع أصدقائك "

رد هاني محتجاً  "لكنك ليس عادلاً معي "

قال  له والده وهو يحدد  له خيارين يختار بينهما

" إما أن تقفل التلفزيون ..أو تحرم منه غداً أيضاً أيهما تختار ؟"

تجاهل هاني كلام والده وتابع مشاعدة برنامجه الكرتوني المفضل 

أقفل والده بحزم التلفزيون ..لكن هاني عاد وفتحه فوراً ..قام والده بنزع الكهرباء ..فألقى هاني نفسه على الأرض وهو يبكي ويرفس الأثاث برجله قائلاً

" هذا ليس عدلاً ..أنت غير عادل ..أكرهك "

قال الوالد لنفسه (أنا لن أستسلم له )

حمل الأب هاني إلى غرفته وقال له " تستطيع أن تخرج بعد عشر  دقائق إذا لم تظل باكياً "

لكن هاني استمر يبكي ويئن لكي يخضع له والده بعد أن يفقد صبره  معه

 لكن الأمر لم يحدث كما توقع هاني ..لذلك تجدد عقابه حتى وصل إلى  عشرون دقيقة في غرفته ..حسب أوامر والده ..وحرم من مشاهدة الكرتون في اليوم الثاني ..وهكذا تم تنفيذ  ما أراد والده ..وسيتعلم هاني وغيره من الأطفال كيف يلتزموا بالقوانين المفروضة عليهم  في البيت والمجتمع عندما يكبروا .. منذ الطفولة .

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh